jeudi 8 janvier 2015

قصبة تامنوكالت بدرعة


قصبة تامنوكالت بدرعة
قصبة من القصور القديمة، تقع بواحة مزكيطة بأعالي وادي درعة، واسمها أمازيغي ربما يشتق من فعل (أكل) ينطق الكاف بالجيم المصري، ومعناه (علق الشئ) فيكون معنى تانموكالت (المعلقة)، وهو ما ينطبق على القصبة من حيث كونها تظهر من الضفة الغربية لنهر درعة وكأنها معلقة في أكناف جبل كيسان المشرف على الضفة الشرقية لنهر درعة.
وكانت قصبة تانموكالت في عهد الوطاسيين، مندرجا ضمن مجوعة تمنوكالين وهي: أسليم نيزدار، وزاوية سيدي مولود، وتامنوكالت وغيرها.
أما في عهد السعديين فقد وجهوا عنايتهم لواحات درعة، فوفرت لها ولسكانها ظروف الأمن والاستقرار، والحماية من هجوم قبائل أولاد عمران وأولاد سليم المعقلية، الذين كانوا يفرضون عليهم الأتاوات الباهضة، وهكذا أقام السعديون سلسلة من التحصينات العسكرية ومنها قصبة تامنوكالت، وفي إطار التهييئ لفتح بلاد السودان، جدد السلطان احمد المنصور الذهبي تحصينات وادي درعة، وعززها بالحاميات العسكرية والعتاد الحربي، وجعل من قصبة تامنوكالت عاصمة للمنطقة، ومقرا للعامل المخزني، فعرفت القصبة ازدهارا كبيرا، وتحولت الى مقصد للقبائل المجاورة.
وفي سنة 1603م وبعد وفاة السلطان أحمد المنصور السعدي، عرفت القصبة انتكاسة خطيرة بسبب النزاعات السياسية بين أبناء المنصور الذين حاول كل واحد منهم السيطرة على تحصينات واد درعة، لضمان الموارد التجارية القادمة من السودان، فكانت القصبات هدفا للمتحاربين ومنها هذه القصبة المذكورة.
وفي عهد العلويين في أوائل القرن 17م، تطلّع السلطان مولاي محمد الأول العلوي الى السيطرة على وادي درعة، وكانت واحاته الشمالية خاضعة لنفوذ أبي حسون السملالي، وقادت قصبة تامنوكالت معارضة السملاليين بالمنطقة، فتمكنت من خلق تحالف قوي بين أهل مزكيطة وقبائل مغران، وعندما أدرك السملاليون خطورة هذا التحالف ضد وجودهم بدرعة، فحشد السملالي حشودا كبيرة وهاجم واحة مزكيطة سنة 1640م، فهدم عددا من القصور والسواقي، وقام القائد عدي السوسي بمحاولة اقتحام قصبة تامنوكالت، لكنه واجه مقاومة شرسة من مغران ومزكيطة، وفشل وانهزم وقتل من رجاله 900 رجل من السملاليين، وترك في الميدان ذخائر من الأسلحة والأموال، فكانت هذه المعركة آخر عهد السملالي بوجوده في درعة.
وبعد وفاة مولاي محمد العلوي، عقد السلطان مولاي رشيد العلوي للقائد محمد الأنكادي (جد أسرة القائد التامنوكالي) على درعة، فاستقر بقصبة تامنوكالت، وتوارث حفدته قيادتها باسطين نفوذهم على أهل مزكيطة الى القرن 20م.
وكانت القصبة في عهد القائد الحسن التامنوكالي مقصد العلماء والصلحاء، ومنهم مرابطي زاوية سيدي صالح بأكتاوة، وبعض الناصريين من زاوية تامكروت، وكان لهم دور في الحفاظ على التوازن الداخلي والأمن العام، وإليهم يرجع الفضل في تأسيس مدرسة علمية بالقصبة، ومن شيوخها العلامة محمد المكي الناصري الدرعي المتوفى سنة 1937م، وتخرج على يديه فقهاء منهم القاضي محمد بن الشافعي الأنصاري، ومحمد الترغي، ومحمد الحبيب التامنوكالي صاحب كتاب (العقود الجوهرية).
وفي مطلع القرن 20م برزت قصبة تامنوكالت كأقوى معارض لنفوذ أسرة الكلاوي بوادي درعة، أما آخرهم القائد علي التامنوكالي فقد حاول التعاون مع الفرنسيين لاستبعاد الكلاويين، لكن دور قيادته تقلص جدا بعد إنشاء مكتب المراقبة الفرنسي في أكدز على بعد 10 كلم من تامنوكالت، فتحولت القصبة الى قصر عادي مثل باقي قصور درعة.
المصدر : المعلمة – ذ/ أحمد البوزيدي
=======================================

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire