jeudi 8 janvier 2015

قصبة الزيدانية بتارودانت


قصبة الزيدانية بتارودانت
قصبة ما زالت أسوارها ماثلة للعيان على بعد 3 كلم من مدينة تارودانت في الجنوب الغربي، وتقع وسط ضيعات الزيتون وحقول الزرع، تنسب الى الأمير محمد بن زيدان بن السلطان مولاي اسماعيل العلوي، حين قدم لقتال أخيه الأمير محمد العالم المتحصن بتارودانت عقب عودته من مراكش التي استولى عليها واستباحها سنة 1015هـ، ولما ظهرت للأمير زيدان قوة أتباع محمد العالم واستماتتهم في القتال، فطالت مدة حربهم، وأمر ببناء القصبة وتحصينها ليتخذها المخزن المركزي منطلقا لهجوماته وقاعدة خلفية يلجأ إليها ويتحصن بها عند التعرض لضربات خاطفة من الثوار، وهكذا بنيت القصبة في الجنوب الغربي لتارودانت لتركيز الهجوم من جهة باب أولاد بونونة الى باب الغزو المسمى حاليا (باب تارغونت)، واستمرت الحرب بين الفريقين 3 سنوات هلك فيها كثير من القياد والأعيان والمقاتلين من كلا الطرفين، كما لم يفلح كلاهما في اقتحام دفاعات بعضهما، الى أن قام أحد قادة جيش عبيد البخاري الباشا عبدالكريم بن منصور التكني بالاتصال بأعيان حي أولاد بونونة واتفاقه معهم على فتح أبواب المدينة مقابل حقن دمائهم، وهكذا تمكن الأمير زيدان من الدخول لتارودانت، ففر أخوه الأمير محمد العالم أمامه، راجيا اللجوء الى قبيلة هركيتة (إيركيتن) غير أن جيش البخاري أدركوه، فألقي عليه القبض وبعث الى مكناس حيث قتل في يوم الأحد 16 ربيع 2 عام 1118هـ. وبعد ذلك اتخذ جيش البخاري القصبة قاعدة لمراقبة تارودانت وسهل سوس، وقمع ثواره مثل مولاي أبي النصر بن مولاي اسماعيل الذي ثار هناك أيضا في سنة 1123هـ، ولم يذكر التاريخ مصير هذه القصبة بعد هذا الحدث الى أن حل بها القائد الناجم الاخصاصي، الذي كان في هذه الفترة تحت إمرة الشيخ أحمد بن الهيبة، واتخذها قاعدة لشن الهجوم على القائد حيدة بن مايس قائد الجيش المخزني بسوس المتحصن بتارودانت. وفي العهود الأخيرة أصبحت القصبة معرضة للإهمال، بعد أن كانت شديدة التحصين، وتهدمت بعض أسوارها، مما حولها الى تجمع سكني لا يهمه أهاليه ماضي المكان ولا تاريخه ولا موروثه.
(وللعلم فهذه القصبة الزيدانية السوسية غير القصبة الزيدانية التادلاوية المنسوبة للسلطان زيدان بن المنصور السعدي)،
المصدر : المعلمة – ذ/ المهدي السعيدي
=======================================

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire