jeudi 8 janvier 2015

قصبة تيمسوريين بحاحا


قصبة تيمْسوريّين
قصبة تقع في منطقة حاحا، وكانت خاصة برؤساء اينفلاس، الذين تولوا قيادة حاحا بين 1874 و 1912م، وموقعها الاستراتيجي يوحي بقوتهم وعظمتهم التي أثارت مخاوف جيرانهم المتوكيين والكيلوليين، وأقلقت الدوائر المخزنية المركزية، وأوقفت زمنا زحف الاحتلال الى جنوب المغرب وسوس، ويذهب الرحالة الوزان الى أن قلعة المريدين بحاحا ربما تكون هي نفس قصبة تيمسوريين، لأن أوصافها وموقعها تنطبق عليهما معا، حيث تقع على قمة جبل صخري شاهق منحصر بين جبلين عاليين، تحيط بها غابات كثيفة، ولا يمكن الصعود اليها الا عبر ممر ضيق منحوت في حجر الجبل، ويقابلها بنحو 1ميل جبل تاسكدلت (أكاموض) حاليا، كما يبعد مركز أيت داود (مقر جماعة إداوبوزيا) عن القلعة بـ 18 ميل، كما يوجد بها ضريح ومدرسة سيدي محمد بن سليمان الجزولي المتوفى سنة 1465م، وكهف (ايمي نتقاندوت)، أما الرحالة الفرنسي إدمون دوتي فقد زار قصبة أنفلوس بتيمسوريين سنة 1904م مع صديقه المسمى علال عدي نائب المستشار بالقنصلية الفرنسية بالصويرة، واستأثر بقوة القائد أحمد أنفلوس، الذي وقع عليه الهجوم من طرف مجموعة من أعدائه القياد والباشوات.
ويشهد العارفون بأن قلعة تيمسوريين كانت أكبر مخزن للأسلحة الأوروبية الخفيفة بفضل ما عاد به القائد أحمد أنفلوس من مال وسلاح من بلاد سوس، وما أمده به السلطان مولاي عبدالعزيز العلوي من طنجة بسفينة محملة بـ 300 جندي و 400 جندي من الرباط مع السلاح والعتاد، لواجه بها قوات سلطان الجنوب مولاي عبدالحفيظ العلوي المقدرة بـ 2000 محارب يقودهم عشرات الباشوات. أما مرافق قصبة تيمسوريين فقد وصفها الدكتور ليسريس دو كامبريدون الذي رافق تاجرا فرنسيا ذهب لزيارة القائد أحمد أنفلوس فقال في مذكرته: (في أواخر سنة 1905م اقترح عليه السيد بيرنارد مصاحبته لزيارة القائد أنفلوس، والذي كان قائدا مستبدا على قبيلة حاحة الأمازيغية، وكانت قصبته توجد على نحو 50 كلم جنوب الصويرة، وكانت بمثابة عشّ غراب، وصلنا إليها عبر طريق ملتوية وعرة مما جعلها حصنا حصينا في زمنها، وتحت حماية جدرانها كان يجلس سيدها بكل ارتياح وأمن من أعدائه الكثيرين، وقد خرجنا من الصويرة باكرا ثم وصلنا قبالة القصبة العظيمة حوالي الساعة 10، ولما كان حضورنا منتظرا فقد أعطيت الأوامر فدخلنا الى القصبة دون صعوبة، وبعدما اجتزنا بابا كبيرا محروسا بجماعة من المسلحين، وفي عمق القصبة توجد البناية الخاصة بالقائد، والذي استقبلنا في غرفة واسعة مستطيلة، وكان بها شيوخ القبيلة المؤطرون، وكانت جدران القاعة مغلفة بثوب حيطي مزركش، والأرض مفروشة بالزرابي الأمازيغية السميكة، وكان الاستقبال حبيا كما تمنيناه، وكانت المأدبة من المآدب الأولى التي تناولت فيها الكسكوس والمشوي وكعب غزال والشاي المنعنع، قدمها لنا عبيد تحت أصوات المزامير والدفوف، وكان القائد أنفلوس رجل الأربعين أحول العينين خلاسيا، وإصابته بالحول بارزة، وكانت له هيئة كبار قطاع الطرق، أما ما تبقى من شخصيته فقد كانت خرافية في جميع هذه المنطقة الجنوبية من المغرب فيما يخص تهصبه في الحرب وغدره وخيانته ورغبته الأكيدة في سفك الدماء). انتهى
المصدر : المعلمة – ذ/ محمد أيت الحاج
=======================================

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire