jeudi 8 janvier 2015

قصبة تطوان


قصبة تطوان 

ورد ذكر قصبة تطوان في كتاب تاريخ تطوان للعلامة محمد داود نقلا عن كتاب الاستسقا أن من حوادث سنة 686هـ بناء قصبة تطاوين في عهد السلطان يوسف بن يعقوب بن عبدالحق المريني الذي تولي الملك بعد والده المتوفى في محرم سنة 685هـ، ولا ندري هل القصبة التي بنيت في هذه السنة كانت في الموضع المعروف الآن بالقصبة فوق المدينة لجهة الشمال، أو كانت في الموضع المعروف الآن بحومة جامع القصبة، أو في موضع آخر غيرهما، إذ لم نقف على ما يدل على تحقيق شيء من ذلك، إلا أن الظاهر أن هذا البناء كان في ناحية جامع القصبة، ولم نقف على غير هذا من أخبار تطوان في هذا القرن ، ويظهر أنها بقيت فيه على الحالة التي كانت عليها في القرن الذي قبله، أي كما وصفها الجغرافي الشريف الادريسي ، وصاحب كتاب الاستبصار .
وقد ورد ذكر موقع قصبة تطوان في تقييدات سيدي العربي الفاسي بما نصه: (أنها بلد مربع، وقصبتها في ركنها، ولاها ثلاثة أبوب، وسورها في عرضه 7 أذرع، ودار بالسور الأول سور ثاني وبعده دارت الحفائر وأعظمها حفير القصبة، ويعلو البلد من جهة الجوف (الغرب) جبل بنى عليه المنظري قصبة أكملها في 20 سنة).
ويعني هنا بالقصبة التي في ركن المدينة، المكان المعروف الآن بجامع القصبة إذ كانت فيه القصبة التي بناها المنظري داخل المدينة، وجعلها مقرا له ومركزا للحكم وإدارة شؤون المدينة ونواحيها، وما زالت أبراج هذه القصبة قائمة الى الآن .
فالذي بنى هذه القصبة هو القائد المجاهد أبو الحسن علي المنظري، والذين باشروا بناءها هم الأسارى الإفرنج يوم كانت اليد العليا والعزة العظمى للمسلمين في هذه البلاد، وأن المدة التي استغرقها البناء هي 20 سنة، والذي نفهمه أن هذه المدة الطويلة هي التي تم فيها بناء القصبة مع السور المتصل بها، والذي يبتدئ من أعلى المقابر ويصعد الجبل الى برج القصبة ثم يسير نحو الغرب ثم ينحدر الى المحل الذي به باب النوادر ، لأن هذه القصبة إنما جعلت هناك لتحصين المدينة والدفاع عنها من جهة الشمال ، وذلك لا يتاتى إلا بذلك السور .
والمفهوم أن اسم القصبة كان يطلق في تطوان على موضعين اثنين، أحدهما هو المعروف حاليا بحومة جامع القصبة حيث الجامع المذكور، والآخر هو الواقع في الجبل حيث الحصن المعروف حتى الآن بالقصبة، وكلا الموضعين من بناء القائد المنظري.
ولعل أقدم بناء في تطوان الحديثة هو قصبتها أي مركز الحكم فيها، وما يتعلق بذلك من بيت المال والسجن وغيرها من المرافق الرسمية، وموقها يواجه ويشرف على جميع من يرد على المدينة من جهة الغرب.
المصدر : تاريخ تطوان – ذ/ محمد داود
*
* * *
* * *
* * *
*


1 commentaire: