jeudi 8 janvier 2015

قصبة نايت حربيل


قصبة نايت حربيل
تقع على الضفة اليمنى لوادي تامنارت على بعد 2 كلم من قرية أكرض نتمنارت، واختلف في زمن تأسيسها بين انتقال أيت حربيل من الصحراء الى سوس في القرن 14م، أم بعدما استقروا بالأطلس الصغير، وأطلال قلعتها المنيعة لا تزال فوق ربوة تشرف على سهل تيغزارين، وبساتين عين تيملت، وتراقب أيضا قرية أكرض مقر القيادة الكثيرية، تدعى (تكاديرت) ومعناها القصبة الصغيرة، بنيت بالحجارة واللبن، ويخترقها خندق سرّي وبجواره نطفية (خزان الماء)، وتحتوي على أبراج للمراقبة، فيها 15 من الحرس مداومون على الحراسة، وانقطعت مهمتهم مع دخول الاحتلال الفرنسي للقصبة سنة 1933م. وعندما زارها الرحالة فوكو سنة 1883م قدر عدد دورها بـ 200 سكن، ثم انخفظ هذا العدد الى 100 دار حسب شهادة المختار السوسي عندما زارها سنة 1943م، وذلك بسبب عين الماء التي تغيض باستمرار، وقد سمح الموقع بتجديد بنية السكان نظرا لمرونة تقبل الدخيل، وكان المرابطون حفدة الشيخ امحند أوبراهيم التامنارتي أهم الدخلاء، بعد أن أخرجوا من قرية أكرض بسبب خلافهم مع الحربيليين، واستقروا بالقصبة سنة 1706م، ورجع بعضهم الى أكرض في سنة 1727م بتدخل من الشيخ الصالح سيدي الحسين الشرحبيلي، ثم ما لبثت أن فارقت أكرض سنة 1841م لتستقر بأطراف القصبة. ومن آثار هؤلاء في القصبة بناؤهم مسجدا خصص لتعليم القرآن، ورحلت نخبة من فقهائها الى المدارس الأخرى، وبعد تخرجهم شارطوا في مدارس علمية شهيرة كمدرسة تانكرت بإفران، وعلى رأسهم (الفقيه الصوفي سيدي محمد بن ابراهيم) مفتي ومقدم الطريقة الدرقاوية بالمنطقة، وأقبلت نخبة أخرى على ميدان السياسة، فكان منهم في عهد السلطان مولاي اسماعيل العلوي، رئيس ذكره المختار السوسي في أبحاثه وهو القائد الحسن الحربيلي، ثم دخلت القصبة في عهد السلطان مولاي الحسن الأول في إيالة القياد الكثيريين، ثم اتجهت طائفة أخرى الى مجاذبة رؤساء أكرض التمانارتيين، فبرز منهم عبدالسلام بن محمد بن عبدالرحمن رئيسا على أهله في القرن 19م، الى أن شاخ فخلفه ابنه الطاهر بن عبدالسلام، ثم حفيده الهاشم القصبي الذي أصبح قائدا على إيالة تشمل قرى القصبة ايغيرولولن وايكواز، وذلك في عهد الحماية الفرنسية، كما كان عبدالرحمن بن عبدالله على رأس القصبيين الذين ساندوا شيخ أيت وابلي (محمد أزنكض) في نزاعه مع قائد أقا الحسن بن ابراهيم بن بلعيد الذي سانده الاحتلال بالعتاد والجيش، وكان ذلك سببا في احتلال القصبة المذكورة من طرف الفرنسيين بتاريخ يوم الأحد 4 مارس 1934م، واعتقل القائد عبدالرحمن المذكور وسجن في تارودانت ثم نقل الى سجن كولميم، ثم أطلق سراحه.
المصدر : المعلمة – ذ/ شفيق الرفاك – الاكراري – عمر أفا – المختار السوسي
=======================================

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire